مقارنة بين كتابين: السر لروندا بيرن و جدد حياتك لمحمد الغزالي

May 19, 2009 at 9:15 am (Books)

احدث كتاب “السر” للكاتبه روندا بيرن ضجه كبيره في اوساط العالم الغربي لانه يعتبر ثوره في مجال تطوير النفس. و ليس هناك ما يهم الناس اكثر من تطوير النفس لنيل النجاح و السعاده. يدور محور الكتاب حول قانون التجاذب. تشرح الكاتبه قانون الجذب على انه قانون طبيعه موجود منذ الأزل كقانون الجاذبيه, هو حقيقه مطلقه لا يدركها الناس و لا يعلمون عنها. قانون الجذب يتحكم بالنظام الكوني, له تأثير على حياه الافراد و تجاربهم. ما لا يعلمه الناس هو ان لهم القدره في التحكم بهذا القانون عن طريق افكارهم و مشاعرهم. ببساطه قانون التجاذب هو ان الانسان كالمغناطيس يجذب الى نفسه السعاده و النجاح او المشقه و الفشل على حسب افكاره و مشاعره. اذا كانت افكاره ايجابيه فسيشعر الانسان بالراحه و الرضا مما يجذب اليه الاحداث و الفرص الايجابيه. الانسان عباره عن كتله من الطاقه و لافكاره موجات تحمل طاقه, قد تكون هذه ايجابيه او سلبي هو تظهر نتائج هذه الموجات في الاحداث التي تدور حول الانسان. اما ان تكون كوارث و شقاء او راحه و سعاده.
على سبيل المثال, هناك من كون ثروات ثم خسرها حميعا ثم عاد جمع ثروات اكثر. مالذي حصل هنا؟ في البدايه كانت الفكره الرئيسيه التي تسيطر على حياه هذا الفرد هي جمع المال لذلك كانت جميع حواسه و مشاعره متجهه نحو هذا الهدف بشكل ايجابي, بعد جمع الثروه اصبح هناك خوف من خساره هذه الثروه و اصبحت الفكره المسيطره هي الخوف من فقدان المال و تحولت طاقه الفرد إلى سلبيه مما ادى إلى خساره فعليه للمال, بعد حصول ما كان يخاف منه هذا الفرد ذهب الخوف و تحول ميزان الافكار إلى جمع المال مره اخرى اي الى افكار ايجابيه. و هكذا هي حياه الانسان, من يبدأ يومه بعصبيه و قلق يبقى في هذا الشعور بقيه اليوم لانه استيقظ و هو خائف من ان يتأخر على الدوام فتوالت الاحداث التي سببت تأخره من وجود حادث في الشارع او انسكاب القهوه على ملابسه.
اقرب ما وجدته ليعبر عن مافي هذا الكتاب بطريقه اسلاميه هو كتاب “جدد حياتك” لمحمد الغزالي. في كتابه هذا يتحدث عن نفس فكره قانون التجاذب باستدلال من القران و السنه. في كتابه “جدد حياتك” يحاول الغزالي ان يشرح الدين على انه دين الفطره السليمه و ان الانحطاط الفكري في بلاد الاسلام هو بسبب تنكرهم لهذه الفطره السليمه و في كتابه يقارن بين تعاليم الاسلام و بين اصدق و انظف ما وصلت اليه حضاره الغرب في ادب النفس و السلوك. وجدت بين كتاب السر و كتاب جدد حياتك تشابه كبير لذلك من يهتم في هذا الموضوع انصحه بقراه كتاب محمد الغزالي في البدايه و من ثم قراه كتاب “السر”.

قد تتسائل لم اجذب لنفسي حادث السياره او التسمم من مطعم؟ تقول روندا: نعم لقد جذبت ذلك لنفسك. الاجابه هي ان افكارك تضعك في موجه تجلب لك الاحداث بشكل عام سلبيه او ايجابيه. قد لا تفكر بحادث السياره بشكل خاص لكن افكارك السلبيه تطابقت مع الموجه السلبيه التي جلبت لك حادث السياره. إذا كان الناس يؤمنون انه من الممكن ان يكونو في المكان الخطأ في الوقت الخطأ و انه ليس لديهم القدره على التحكم بشيء فأنه يجذب اليهم عده احتملات سلبيه وارده منها حادث السياره.
قد تتسائل ايضا اذا كانت افكارنا تجذب ما يحصل لنا من احداث سواء كانت جيده أو سيئه فكيف اتحكم بها؟
التحكم بافكارك شيء صعب لانه يحدث تلقائيا كالتنفس, فللانسان اكثر من ستون الف فكره في اليوم و سيكون من الصعب جدا تنظيمها او التحكم بها. اذا كيف تعرف على ايه موجه انت؟ عن طريق مشاعرك. اذا كنت تشعر بالسعاده او الراحه فذلك يعني ان افكارك ايجابيه و اذا كنت تشعر بالضيق او الهم فإن افكارك سلبيه, لذلك مشاعرك هي منبه لافكارك و عن طريقها يمكنك ان تتحكم بافكارك. للانسان قدره عجيبه على ان يغير افكاره و مشاعره بسرعه, تستطيع ان تتحول من الضيق إلى السعاده بالتفكير في شيء يريحك او القيام معمل يسعدك كسماع الموسيقى او ان تتخيل انك على شاطئ البحر او تتذكر ذكريات جميله. من المستحيل ان تشعر بسعاده و تكون افكارك سلبيه و العكس.

كيف تتطبق السر؟يتم ذلك بثلاث خطوات سهله
 الطلب: يجب ان تعرف ما تريد
 الإيمان: يجب ان تكون واثقا من ان ما تريده سيتحقق و تعيش و كأنه حصل بالفعل
 الاستقبال: اشعر كأنك حصلت ما تريده و عيش يومك على هذا الشعور

و هذا الامر المطروح في كتاب السر ليس بغريب علينا. لاننا في الدعاء نطلب ثم نؤمن بأن الله قادر على الاستجابه ثم نستقبل و كل على حسب نيته “ان الله يرزق من يشاء بغير حساب”.. و لكي يستجيب الله لك يجب ان يكون لديك ايمان مطلق بذلك “على نياتكم ترزقون” فإذا كانت نيتك طيبه قويه مؤمنه فسترزق خيرا انشاء الله. و من تعاليم ديننا الاسلامي ان لا نقنط من رحمه الله و ان نصبر. فقد لا يستجاب لنا بسرعه و قد لا يستجاب لنا في هذه الدنيا, و السخط و عدم الرضا يؤدي إلى الهموم و الضيق و غضب الله. و عدم الصبر و الرضا بما كتب الله يكون كفر بالله, و لكن الصبر و الرضا و الطمئنينه بأن الله متكفل بكل الارزاق و الحقوق يؤدي إلى راحه البال و السعاده مهما صعبت الظروف. و هنا يظهر المؤمن الحق. و هناك قصص و امثله كثيره على ذلك في القران. قال رسول الله “ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس”

كما قلنا, فإن كتاب “السر” يحكي ان حياه الانسان هي انعكاس لافكاره و لن تتغير حياته للافضل الا اذا كان هناك تغيير في افكاره من سلبي إلى ايجابي. يقول الغزالي “تجدد الحياه قبل كل شيء ينبع من النفس, و الرجل المقبل على الدنيا بعزيمه لا تخضعه الظروف المحيطه به مهما ساءت الظروف, بل هو الذي يستفيد منها كبذور الازهار التي تطمر تحت اكوام السبخ ثم هي تشق الطريق إلى اعلى مستقبله ضوء الشمس برائحتها المنعشه” .. لذلك لكي نحول افكارنا من سلبيه إلى ايجابيه لا يكفي بأن نفكر مره او مرتين بطريقه ايجابيه ثم ننسى, بل علينا ان نشعر و نقوم بما نفكر به .. يقول الغزالي “ان تجديد الحياه لا يعني ادخال بعض الاعمال الصالحه او النيات الحسنه وسط جمله ضخمه من العادات الذميمه و الاخلاق السيئه فهذا الخلط لا ينشئ به المرء مستقبلا حميدا”

ما يرغب به الانسان و ما يستحوذ تفكيره هو ما يحصل عليه. قال رسول الله “من كانت الاخره همه جعل الله غناه في قلبه, و جمع له شمله, و اتته الدنيا و هي راغمه. و من كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه , وفرق عليه شمله, ولم يأته من الدنيا الا ما قدر له” .. و اذا دعا الانسان”اللهم اني اعوذ بك من الهم و الحزن, و اعوذ بك من العجز و الكسل, و اعوذ بك من الجبن و البخل, و اعوذ بك من غلبه الدين و قهر الرجال”
يقول الغزالي “بعض الناس ستصور ان الدعاء موقف سلبي من الحياه, اليس عرض حاجات و انتظار اجابه!؟ و يوم يكون الدعاء كذلك لا يعدو ترديد اماني و ارتقاب فرج من الغد المجهول, فإن الدعاء يكون لغوا و لا وزن له عند الله .. ان الدعاء اولا تحديد وجهه و رسم مثل اعلى فإبراهيم عندما قال: رب اجعلني مقيم الصلاه و من ذريتي, ربنا و تقبل دعاء. كان بهذا الدعاء يجعل الصلاه منهج حياه و مشغله إنسان.
تقول روندا في كتابها “السر” أنت تصنع حياتك بأفكارك لأنك تفكر في كل دقيقه من حياتك..و حياتك ليست إلا انعكاس لأفكارك. لدى الإنسان القدرة على الاختيار لكي يغير أفكاره و بالتالي يغير حياته. و يقول الغزالي, تغيير حياتك بيدك,فالحياة نفسها و المصائب نفسها لم تتغير لذلك فالموضوع يعتمد عليك أنت: كيف ترى المصائب و كيف تعامل معها. عاد النبي صلى الله عليه و سلم أعرابيا مريضا يتلوى من شده الحمى فقال له مواسيا و مشجعا “طهور” قال الأعرابي: بل هي حمى تفور, على شيخ كبير لتورده في القبور. قال “فهي إذن”. يعني إن الأمر يخضع للاعتبار الشخصي, فإن شئت جعلتها تطهيرا و رضيت و إن شئت جعلتها هلاكا و سخطت.
قال الإمبراطور الروماني ماركوس اورليوس” إن حياتنا من صنع أفكارنا. فإذا نحن ساورتنا أفكار سعيدة كنا سعداء و إذا تملكنا أفكار شقيه غدونا أشقياء. و النفس وحدها هي مصدر السلوك و التوجيه حسب ما يغمرها من أفكار و يصبغها من عواطف. ” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم, و إذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له و ما لهم من دونه من وال”

يشرح كتاب السر أن حياه الإنسان هي عبارة عن انعكاس ماضيه بما فيها من ايجابيات و سلبيات. و بما ان الانسان يجذب اليه اكثر ما يستحوذ تفكيره فمن السهل استنتاج افكار الانسان الماضيه لانها محور حياته حتى الان. يقول الغزالي, يجب أن لا يكون المرء سجين لماضيه بل يعيش الحاضر و لا يخشى المستقبل لان كل شيء قضاء و قدر. و هذا يتناسب مع ما تعلمناه من ديننا أن لا نقول, لو فعلت كذا و كذا .. لأن لو تفتح عمل الشيطان.

تقول روندا في كتابها انه يجب على المرء ان لا يقلق او يتوجس اذا لم يستجيب قانون التجاذب لافكاره وو طاقته الايجابيه بشكل سريع, فقد يتطلب الامر وقتا طويلا و لكن المهم ان لا يفقد المرء امله و تركيزه و ان تكون مشاعره دائما ايجابيه كي لا تذهب طاقته نحو التيار السلبي فيجذب الامور السلبيه. من هنا نفهم ان على المرء ان يعيش في حدود يومه دون الخوف من المستقبل لطالما ان ايمانه بالله موجود. قال الغزالي عن الشاعر في كتابه:
سهرت اعين و نامت عيون في شؤون تكون او لا تكون
ان ربا كفالك بالامس ما كان سيكفيك في غد ما يكون

يقول الغزالي “ان الامان و العافيه و كفايه يوم واحد تتيح للعقل النير ان يفكر في هدوء و استقامه تفكيرا قد يغير به مجرى التاريخ كله فما بالك بحياه فرد واحد” .. “لكن العيش في حدود اليوم لا يعني تجاهل المستقبل أو ترك الاعداد له فإن اهتمام المرء بغده و تفكيره فيه حصافه و عقل .. هناك فرق بين الاهتمام بالمستقبل و الاغتمام به, بين الاستعداد له و الاستغراق فيه, بين التيقظ في استغلال اليوم الحاضر و بين التوجس المربك المحير مما قد يفد بع الغد” .
تقول روندا في كتابها, فكر في سيارة تقودها في الليل من لو انجليس إلى نيويورك. أنت لا ترى الطريق كاملة أمامك واضحة من لوس انجليس إلى نيويورك, بل كل ما تراه هو بضع ياردات من ضوء السيارة الذي أمامك و هذا كل ما تحتاجه لتصل إلى وجهتك. و هكذا هي الحياة فهي تظهر لنا شيئا فشيئا و ليس دفعه واحده, كما كنت متأكد و أنت تقود السيارة انك دائما سترى الياردات القادمة فكن متأكد من أن الحياة ستتضح أمامك مثل تلم الياردات. و في النهاية ستصل إلى وجهتك.
وفي كتاب الغزالي يذكر هنا أن الإنسان يجب ان لا يعيش في احزان الماضي و لا الخوف من المستقبل بل عليه ان يوازن بين الجميع بان يستفيد من اخطاء الماضي و يحضر للمستقبل بشكل معقول و يعيش يومه بما يكفيه. ” اتدري كيف يسرق عمر المرء منه؟ يذهل عن يومه في ارتقاب غده و لا يزال كذلك حتى ينقضي اجله” .. ولكن يجب ان ننتبه, لا يجب ان نجعل كل تفكيرنا لامور و رغبات تنقضنا او دنيويه.. يقول الغزالي “عندما يكون المرء عبد رغبه تنقصه فتلك ثغره في رجولته و هي بالتالي ثلمه في ايمانه”

يشرح كتاب السر أن قانون الجذب لا يأبه اذا كنت ترى الامور جيده او سيئه بل يهتم بفكرتك و شعورك نحو الامور. اذا كان الانسان يرى ان الدين المالي هو أسوا ما حدث له و يشعر بالاسى و الكابه كل يوم بسببه فهذا لن يسبب الا المزيد من الديون و التعاسه و لكن اذا كانت نظرته ايجابيه للموضوع فسيتلاشى الدين شيئا فشيئا. لكي تحافظ على مشاعر سعيدة و متفائلة يجب عليك أن تقوم بعمل يولد هذه المشاعر أيضا, فالعمل على تطوير نفسك هو عنصر مهم في عمليه الجذب الايجابية. و هناك فرق في أن تعمل بدون هدف و أن تعمل لهدف أو غاية في نفسك لان العمل حينها يكون مدفوع بقوى الإيحاء. لذلك تقول روندا لا تتخاذل و تقول إنني لا املك شيء, بل يمكنك البدء من ولا شيء دون ان تعرف إلى اين اتجاهك.
و هنا يقول الغزالي ان على الإنسان أن يشغل نفسه بالعمل لأنه يبعد عن المعصية و الوسواس و الهم. قال عن الشافعي “اذا لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالباطل” و هذا يؤكد ما ورد في كتاب السر. فلا تقوم بالعمل لمجرد العمل بل يجب ان يكون العمل منهاجا يستغرق وقتك لكي لا تترك للشيطان فرصه ليجرك للضلال. الإنسان يضع هدف أمامه و يكرس كل حواسه و قواه ليصل لهذا الهدف. لذلك علينا بعد ان نعمل لأن العمل عباده, و علينا بعدها أن ننوي النية الصالحة و نتوكل على الله لطرح الله البركة في عملنا.

السبب الوحيد الذي يجعل الناس غير قادريين على الحصول على ما يريدونه هو لانهم يفكرون فيما لا يملكونه بدل ان يفكرون فيما يرغبون في تحقيقه! (الرزق على الله فلماذا القلق)

يطرح كتاب السر استراتيجيه لكي تتمكن من التحكم بأفكارك و هي أن تأخذ راحة و ترخي عقلك قليلا, أي تأخذ راحة من كل الافكار السلبيه, و تتأمل في هدوء. يقول الغزالي “الا تستحق النفس بعد كل مرحله تقطعها من الحياه ان نعيد النظر فيما اصابها من غم؟” يجب على الانسان ان يأخذ وقفه في حياته من فتره لاخرى ليرى ما قد صنع و مدى رضاه من حياته. اذا كان مهموما غير راضي فذلك لان افكراه السلبيه قد استولت على حياته, ابتعد عن الايمان و الرضى و اتجه إلى السخط و التفكير بتوافه الدنيا. و يؤكد الغزالي انه من صفاء النفس و العقل أن لا يسمح الإنسان لمصائب الدنيا ان تحول طاقته من ايجابيه لسلبيه. يقول رسول الله “انما الصبر عند الصدمه الاولى”

يقول الغزالي عن ديل كارنيجي, عند حدوث مصيبه:
 سل نفسك: ما هو اسوأ ما يمكن ان يحدث لي؟
 ثم هيء نفسك لقبول اسوأ الاحتمالات
ثم اشرع في انقاذ ما يمكن إنقاذه

و هنا ننتقل إلى نقطه أخرى عن السر, و هي التوقع الايجابي. تقول روندا أنت تجذب ما تتوقعه أو ما تتفاءل به لأن للتفاءول قوه قويه جدا. قم كل صباح بأفكار ايجابيه عن يومك. التفاءول قوه جذب قويه. فأنت تحصل على ما تتفاءل به. و كذلك قال الرسول (تفاءلوا بالخير تجدوه)

من أهم الأسئلة التي يجيب عنها كتاب السر هي: ما هو أول شيء تستطيع فعله لكي تقلب حياتك إلى الأفضل؟

الشكر. فكر فيما أنت شاكر له في الصباح الباكر و ستقلب طاقتك إلى ايجابيه. كن شاكرا على ما تملك و لا تركز على مالا تملك و بهذه الطريقة ستجذب لنفسك أشياء أكثر تشكر عليها. و كثيرا ما ذكر الله في القران انه يزيد في خير من يحمده و يشكره. (و إن شكرتم لازيدنكم)
يقول الغزالي, النظر الذي يثبت على الصغائر لا يعدوها و لا يعتذر عنها بما يجاورها من خير و كمال هو نظر جائر و يقود صاحبه إلى الهموم. قال الرسول صلى الله عليه و سلم “من يعاده ابن ادم رضاه بما قضى الله له, و من شقاوة ابن ادم تركه استخاره الله, و من شقاوة ابن ادم سخطه بما قضى الله له” .. يقول الغزالي “لا ادري لماذا لا يطير العباد إلى ربهم على أجنحه من الشوق بدل أن ينساقوا إليه بسياط من الرهبة؟
إن الجهل بالله و دينه هو عله هذا الشعور البارد أو النافر مع ان البشر لن يجدوا أبر و لا احني عليهم من الله عزوجل. و في حديث قدسي (يا ابن ادم, انك ما دعوتني و رجوتني غفرت لك على ما كان منك و لا أبالي. يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك و لا أبالي. يا ابن ادم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم بقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفره) الفائدة من الحمد و الصلاة و باقي العبادات هي ليست في رسموها الظاهرة و اعتياد إشكالها بل الغاية منه أن تزيد حده العقل في إدراك الحق, و ارتياد أقرب طريق إليه و أن يتمكن الإنسان من ضبط أهوائه و الابتعاد عن المظالم.

الخطوة الثانية بعد الشكر هي أن تضع صوره في مخيلتك لما تريده, لأنك عندما تفعل ذلك تولد المشاعر التي ستشعرها في لحظه حصولك على الشيء. و سيصبح خيالك واقع. لا يكفي أن تتخيل و أن تقول ستكون أفكاري ايجابيه, يحب أن تشعر بما تفكر به و أن تشعر بما تتخيله و كأنك تعيش اللحظة فعلا. يجب أن يكون لديك يقين كامل بأن ما تريده قد حصل فعلا و انك تعيشه. و كذلك يكون يقيننا بالله و انه رحيم بعباده يستجيب دعواتهم. و أفضل مثال يطرحه الغزالي على اليقين و كذلك التفكير السليم أثناء حصول مصيبة هي قصه يعقوب فهو مثال الثبات و العقل و الإيمان, فعندما اخبره بنوه ان يوسف قد اكله الذئب قال “صبر جميل و الله المستعان على ما تصفون” و مرت السنين و اذا به يقفد ابنه الاخر, لم يصرخ او يجزع او يسخط من رحمه الله و لم يقفد الأمل بل زاد إصرارا و صبرا “صبر جميل, عسى الله ان يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم”

في النهاية, قبل أن تنام كل يوم فكر في الأحداث التي حصلت و ما قمت به من أعمال. فكر بها بالعكس, يعني تخيل ان الشيء السلبي الذي حصل لم يحصل و عش الشعور الايجابي. من الممكن ان نستخلص ان السر هو الحب بلا شروط! كان تكون كريما للغير بلا شروط, ان تحب زوجك بلا شروط, ان تعبد الله و تحبه بلا شروط. لكن من منا يستطيع أن يحب بلا شروط؟

ما لم يضفه كتاب السر هو أننا نؤمن بأن كل شيء قضاء و قدر. هناك ما “منه بد” و “ما ليس منه بد” إذا حصل للإنسان كارثة لا يستطيع تغيرها كوفاة شخص عزيز فلا بد ان يصبر و أن يرضى بالقسمة. و إذا وقعت بالإنسان مظلمة يستطيع ردها فصبره عليها جريمة و رضاه بها معصية.
هناك تفاصيل أكثر في الكتابين و لكن ما تم عرضه هنا هو مجرد الفكرة الأساسية لذلك على من يرغب في معرفه المزيد مراجعه الكتابين.

5 Comments

  1. Saif said,

    Amazing that you are as good in arabic as you are in English. It’s nice to see that you are interested in arabic literature as well as the English one, which not too many people do, so well done.

    • Rouhi said,

      Salam, Latifa
      It’s been a year since you published the great article I wanted to say it’s perfect.

      Rouhi
      Canada / Ontario

      Thank you

  2. Aysha said,

    very interesting blog .. I read the secret and I read parts of (جدد حياتك ) I find it interesting that you were able to link both books

    there is another book that agrees with the ( Law of Attraction) it is an Arabic version called ( ( قانون الجذب – للكاتب الدكتور صلاح الراشد ) ) BUT the difference between both books is that is links everything that was mentioned in the (( Secret )) to Islam .. I still didn’t read the book but read a preview about it.. Looks interesting you should check it out

    ciao 

  3. لطيفه said,

    روعععععععععععععععععععه فعلا طرح راقي جدا
    كاني اتابع د صلاح الراشد

    شكرا ع الجهد الرائع

    • mimizwords said,

      شكرا لكلماتك اللطيفة يا لطيفة

Leave a comment