الشرقي البطل

December 15, 2010 at 11:50 pm (Diary, Society)

ذهبت شراء لحم حلال من محل عربي قريب من المنزل. بالطبع، إن لم يكن البائع عربي الجنسية سيكون مسلم. طلبت منه كيلو لحم. سألني بالانجليزية “هل تريدين الشحم؟” أجبت كلا. ثم نظر إلي و ضحك، وهز رأسة يميناً و يساراً و قال “توقعت أن هذه ستكون إجابتك. أنتي لا تعرفين أن هذا الشحم هو ألذ شيء في هذه القطعة” لم أجب عليه و اكتفيت بالابتسام. ثم سألني “هل تريدين أن أقطع اللحم كذلك؟” أجبت نعم من فضلك. ثم نظر إلي نظرة سخرية و أومأ بيدة و قال بالانجليزية “بنات هذة الايام لا يعرفون و لا يستطيعون عمل شيء،  رحم الله نساء زمان”. قلت له “هل انت عربي؟” قال نعم. قلت “الرجل العربي هو فقط الذي ينظر للمرأة في حدود قدرتها على تقطيع اللحم. بدل أن أقضي وقت تعليمي في المطبخ قضيته في الجامعة لكي انتج جيل متعلم بحق”. لم يرد على كلامي. قطع اللحم بهدوء ثم انصرف.

قمت بعد ذلك بطبخ عدة أطباق لحفلة اليوم. دجاج بالكريمة، كفتة باللبن، وكبسة و خنفروش (طبقي المفضل). سنوات الغربة علمتني الطبخ بسرعة و سهولة و اكتشفت انه عمل ممتع جداً خاصة إذا كان هناك من يشاركني الطعام. فكرت ببائع اللحم و قلت لنفسي، قد لا أعرف كيف أقطع اللحم و لكنني أعرف كيف أطهو الطعام جيداً. كانت الحفلة أكثر من رائعة و استمتعنا جميعاً بحق.

في اليوم التالي أخبرت أحد معارفي-  كان رجلاً من جنسية عربية – عن حفلة الأمس. أخبرته أن والدتي اندهشت من قدرتي على الطبخ و التنظيف و خدمة الضيوف بسرعة و انسيابية. سألني “ليش انتي ما تطبخي في بلادك؟” قلت لا. ثم سأل “شو شو شو ؟ يعني من بيطبخ لك؟” قلت ” الطباخ” انقلب وجهه فجأة و عليه علامات الإشمئزاز و التقرف. ثم سأل “و مين هاي الطباخ” قلت له “الطباخ اللي يطبخ الأكل!” ثم سأل و علامات الإشمئزاز لا تزال واضحة على وجهه “أيوا مين هيدا الطباخ من وين يعني؟” قلت “الفلبين”. ثم سأل “و مين بينضف” قلت ” الخدامة بتنضف و السواق بيسوق.. شو في شي؟”  فاجأني بكلامة التالي “أنا بعرف ان انتو الخليجيين هيك حياتكو، خدم و فشخرة لكن ما توقعت انك انتي هيك كمان. أحنا عندنا النسوان هني ياليي بيطبخو و ينضفوا و يعملو كل شي”. ضحكت و قلت “يعني باب الحارة صحيح؟ النسوان يخدمون الرجال الأبضاي”. قال “ايه هيك الحكي، المرة لازم عليها تطبخ و تنضف”. ثم تذكرت إحدى حلقات عمر خالد قال فيها أن أعمال المنزل هو فضل من المرأة و ليس واجب عليها. و تذكرت في درس ديني عن واجبات و حقوق الزوجة أن الزوج يجب أن يدفع لزوجته ثمن إرضاعها أطفاله.

و قلت له، لكنك تعرف أن في الإسلام الطبخ و التنظيف ليس واجب من واجبات المرأة. حتى عندما تقوم برضاعة الطفل فيجب على الزوج ان يدفع لها مقابل هذا العمل. غلى كالبركان وكأنني انتهكت حقاً من حقوقة و قال “انتي ما تحكي عن الاسلام انتي شو عرفك أصلاً؟” قلت له أن هذا ليس رأيي الشخصي و إنما هذا كلام سمعته من مصادر موثوقة.  ثم قال ” لأ هيدي حكي الشيعة عندكم في الخليج هيدا كلام مو صحيح. أنا بقرى القرأن و بعرف، المره لازم تطبخ وتنضف لجوزا”. سألته إذا كان قد درس تفسير القرأن، و بالطبع كانت إجابتة بالنفي. ولكن قال أن لديه عقل و يستطيع أن يفسر الكلام و يفهمة و لا يحتاج لشخص أن يفسر له القران. قلت له أن في هذا الزمن الرجل و المرأة يعملان معاً ليسدا تكاليف الحياة، فليس من العدل أن تضظر المرأة للعمل خارج البيت و داخله. يجب أن يكون هناك تفاهم و تقسيم للواجبات. لو كانت المرأة لا تعمل لربما كان واجبأ عليها الاهتمام بالطبخ و التنظيف. ثار ثوره و لم يعجبة كلامي. قلت له، لا توجد مرأة لا تحب أن تطبخ لعائلتها و تهتم بزوجها. واجباً كان أو لا، هذا الإهتمام هو من طبيعة المرأة و حبها لعائلتها. ثم سألني “يعني هلا جوزك ما يقدر يوفر كل شي؟” قلت له أن الحياة هذه الأيام صعبة و يجب أن نعمل سويا لتوفير منزل و سيارة و مستقبل واعد للأطفال. قال أنه سيصدقني فقط لأنه لم يزر الخليج من قبل بالرغم أن كلامي عكس ما يراه و يسمعة عن الخليجيين في لندن..

عندما تركتة قال “هلا أنا راجع البيت و الأكل جاهز شفتي شلون هيك الحكي” ضحكت وقلت له “عليك بالعافية”. المضحك في الأمر أن التي كانت قد جهزت له الطعام هي صديقتة الروسية التي يتشارك معها في غرفة النوم! – لا تعليق على قدراته في تفسير القران بشكل صحيح – أو قدراتي.

ناقشت إحدى صديقاتي هذا الموضوع مع أحد المسلمين الغرب فقال “المشكلة في الدول العربية هي أن العرب يترجمون القران بما يناسب عاداتهم و ليس بما هو حق لذلك لا نرى هذه التفرقة بين الرجل و المراة بين المسلمين الغرب”

هل هذا صحيح؟ أنا اسألك أيها الرجل الشرقي الذي أعشقه، هل فعلاً انك لا ترضى بدور غير أدوار البطولة؟

الأدلة:

.

http://www.sunnah.org/msaec/articles/responsibilities_husband.htm

“10. If she works outside the house, it is praiseworthy for the husband to hire house help to relieve her from too heavy a burden. The wife’s duties do not require her to feed her child, nor even to nurse it, nor to clean nor cook. It is the husband’s duty to provide a nursemaid, food for older children, and servants to clean and cook. However, if the wife does those things out of mercy and love, it is a gift to the husband on her part.”

http://www.islamicfinder.org/articles/article.php?id=112&lang=

“Helping one’s wife with the housework:
Many men think that housework is beneath them, and some of them think that it will undermine their status and position if they help their wives with this work. The Messenger of Allah (p.b.u.h.), however, used to sew his own clothes, mend his own shoes and do whatever other workmen do in their homes. (Reported by Imam Ahmad in al-Musnad, 6/121; Sahih al-Jami, 4927).
This was said by his wife Aishah (RA), when she was asked about what the Messenger of Allah (p.b.u.h.) used to do in his house; her response described what she herself had seen. According to another report, she said:
“He was like any other human being: he would clean his clothes, milk his ewe and serve himself.” (Reported by Imam Ahmad in al-Musnad, 6/256; al-Silsilat al-Saheehah, 671)
She (RA) was also asked about what the Messenger of Allah (p.b.u.h.) used to do in his house, and she said, “He used to serve his family, then when the time for prayer came, he would go out to pray.” (Reported by al-Bukhari, al-Fath, 2/162).

Permalink 1 Comment